روح طيبة لــــ fatehi
طيباً ، ولكن قوانين الدنيـــــــــا تأبي أن تريح إنســــــــــــــان
صغيـــراً ، والهــــموم كثيـــــرة لا يسْلم منها ضعيف الإيمـان
ومَن منــــا خُلق معصومـــاً من الذنوب على طـــول الزمــــان
فهم أصنــــــــافٌ قـــــد اختارهم الله قبـــل خلقــــه الأكــــــوان
وقال إن لم تذنبوا لجـــــاء بقومٍ يذنبون كي يغفر لهم الرحمان
فصار الصغـــــــــير بين كروبها يتخبط ، فلا رحمــةٍ ولا حنــان
ولــــــو يعلم أنـــــــــــــــه مخيَّر مجبرٌ على كل قضاءٍ وامتحان
لصار الإخلاص لــــــــــه وسيلةً يحارب بها أوليـــــاء الشيطان
تــــــائهٌ فــــي دروب الشـــــــك وبين المباح والعيب بات حيران
فلا مــــــرشد ولا دليـــــل سوى الغريزة والفطرة لـــه يهديــان
باكيـــــاً مـــــــــــن وجع الوحدة يتألم مــــــــــن غربة الوجدان
وعلـــــــــى مفترق الطرق هـام يلتمس الهداية لصبي عطشان
فهو جســـــدٌ تجذبــــــــــه اللذة ونفسٌ خطراتها ذلٌ وخزيــان
وروحٌ طيبةٌ مــــــــن عند الإله تهوى التدين وتدبر القرءان
فلربها جمــــــــــالٌ يشدها إليه يحيد عنه كل بائسٍ خســران
فهي مــــركبة على جهلٍ وظلمٍ وإبليس لأهوائها حاكمٌ سلطان
وامـــرأةٍ بزينتها تخدع وتدعو حتى إذا دنا منها انقلبت نيران
فهي دنيــــــــــا ، متاعها غرور مهما أعطت فهي بؤسٌ وحرمان
فيــــــــــــا أخي أعطيك نصيحةً لا يغرك فرح ولا تهدمك أحـزان
فقـد يبتـــــــلي الله بـــالــــــنعم وقد ينعم بابتــــلاء وأشجـــــان
وإن نوِّلــــــْت كنـــوز الدنيــــا وأنت عاصٍ لرب الإنس والجان
فاحذره فإنه يستدرجك لعذابٍ لا يغني عنه مـــــالٌ ولا سلطان
فلا راحــــــــــة ولا سلامـــــة لعبدٍ سيــــده عليه غضبــــــــان
وأرِحْ قلـــبك كفــــــــاك حيرة وأجمل حياتك بالطاعة والإيمان
وأحبب مـــن حولك ولا تكره ولا تبالي فكلها ساعاتٌ وثوان
وطهِّر روحك من كل نقيصةٍ فالناس أرواحٌ وليسوا بجيفان