المفهوم الصحيح للعقل

العقل

قال الله عز وجل : قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير

وقال عز وجل : إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون

ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون

تعريف العقل :

قال ابن القيم رحمه الله في كتاب روضة المحبين :

العقل شجرة ، عرقها الفكر في العواقب ، وساقها الصبر ، وأغصانها العلم ، وورقها حسن الخلق ، وثمرتها الحكمة ، ومادتها التي تسقيها توفيق من أزمة الأمور بيديه وابتداؤها منه وانتهاؤها إليه

فليقرأ كل من يدعي أن له عقلا وليقيس نفسه على هذا التعريف ليعرف ما مقدار عقله

الشرح : اولا العرق وهو والله اعلم الجذر

والفكر في العواقب أي الفكر في نهايات الاشياء والامور وما تؤدي اليها

قال الشاعر :

وأعقل الناس من لم يتخذ سببا ــــــــــ حتى يفكر ما تجني عواقبه

والصبر له كلام يطول ونختصره من كلام عالمنا ابن القيم أن الصبر انواع ونذكر منها ماهو خاص بالانسان وهو أربعة مراتب : صبر على العلم وصبر على العمل وصبر على تعلم الناس وصبر أذية الناس

أما العلم فلينظر القارئ الى كتاب العلامة ابن القيم (مفتاح دار السعادة)

وقد قال رسول الله : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين

ولنذكر مقولة للعالم ابن تيميه رحمه الله : إن العلم ما كان موروثا عن نبي وما سواه ليس بعلم أو علم لا ينفع

وحسن الخلق مكارم ليس لها حصر يعرفها من كان له طبيعة الأحرار الطيبين

والحكمة من أجل الامور وأعظمها لدى البشر ، وقد كان للحكماء قدر عظيم في جميع العصور والأزمنة وقد قال الله عز وجل :

يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب

وبما أن العقل من المنان فقد كان غذاء هذه الشجرة ومادتها توفيقه إذ أن العقل وهبة من الوهاب

ندعو الله أن يهبنا عقلا يرشدنا به الى خير الأمور وأصوبها

آمين

خاصية العقل :

قال ابن القيم رحمه الله في كتاب إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان :

خاصية العقل : التمييز بين مراتب المحبوبات والمكروهات بقوة الصبر ، والتمييز بين كل محبوبين للحصول على أعلاهما ، وبين كل مكروهين للتخلص من أعلاهما بقوة الثبات واليقين

محل العقل :

قال الله عز وجل : لهم قلوب لا يعقلون بها

قال عيسى بن مريم في مواعظه : علِّم عينك البكاء ، وجسدك الصبر ، وقلبك التفكير

وقد قال ابن الجوزي في كتابه صيد الخاطر : الدماغ ثلاثة أشياء : بطينان أماميان للخيالات ، وبطن أوسط للفكر ، وبطن خلفي للذكر

وصية من الحكيم داوود عليه السلام

قال : حق على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات :

ساعة يناجي فيها ربه

وساعة يحاسب فيها نفسه

وساعة يفضي فيها إلى اخوانه فيعرفونه عيوبه ويصدقونه على نفسه

وساعة يخلي بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل

من أقوال الأعلام في العقل:

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها : قد أفلح من جعل الله له عقلا

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ليس العاقل من يعرف الخير من الشر ، ولكن العاقل الذي يعرف خير الشرين

عن على بن أبي طالب رضي الله عنه : لقد سبق إلى جنات عدن أقواما ما كانوا بأكثر صلاة ولا صياما ولا حجا ولا اعتمارا ، ولكنهم عقلوا عن الله مواعظه ، فوجلت له قلوبهم ، واطمأنت اليه نفوسهم ، وخشعت له جوارحهم ، فقاموا بطيب المنزلة وعلو الدرجة ، عند الناس في الدنيا وعند الله في الآخرة

عن وهب بن منبه : ما عبد الله بشئ أفضل من العقل

عن ابن الجوزي رحمه الله : لكل شئ صناعة ، وصناعة العقل حسن الإختيار

وعنه أيضا : من علامة كمال العقل علو الهمة ، والراضي بالدون دنئ