محمد فاتحى عـضـو مـشـارك
عدد المساهمات : 24 تاريخ التسجيل : 29/05/2008 العمر : 40
| موضوع: الزهد الإثنين أكتوبر 06, 2008 7:01 pm | |
| من درر أمير العلماء ابن القيم رحمه الله الزهد أربعة أقسام 1- أحدهما فرض على كل مسلم وهو الزهد في الحرام 2- ثانيهما وهو مستحب وهو على درجات في الاستحباب بحسب المزهود فيه ، وهو الزهد في المكروهات وفضول المباحات والتفنن في الشهوات المباحة ويأتي بعد ذلك زهد المشمرون في السير إلى الله وهو نوعان 3- أحدهما الزهد في الدنيا جملة ، وهو إخراجها من قلبه بالكلية ، فليس الزهد أن تترك الدنيا من يدك وهي في قلبك وإنما الزهد أن تتركها من قلبك وهي في يدك وفي هذا أثر مشهور " ليس الزهد في الدنيا بتحريم الحلال ولا إضاعة المال ، ولكن الزهد في الدنيا أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يدك ، وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أصبت بها أرغب منك فيها لو أنها بقيت لك " والذي يصحح هذا الزهد ثلاثة أشياء * علم العبد أنها ظل زائل وخيال زائر ، وفي المسند حديث معناه " أن الله جعل طعام ابن آدم وما يخرج منه مثلا للدنيا فإنه وإن فوَّحه وملحه فلينظر إلى ماذا يصير" فما اغتر بها ولا سكن إليها إلا ذو همة دنية ، وعقل حقير ، وقدر خسيس * علمه أن وراءها دارا أعظم منها قدرا ، وأجل خطرا وهي دار البقاء * معرفته أن زهده فيها لا يمنعه شيئا كتب له منها ، وأن حرصه عليها لا يجلب له ما لم يقض له منها 4- ثانيهما : الزهد في نفسك وهو أصعب الأقسام وأشقها ، فالزهد في النفس هو ذبحها بغير سكين وهو نوعان * أحدهما : وسيلة وبداية ، وهو أن تميتها فلا يبقى لها عندك من القدر شئ ، فلا تغضب لها ولا ترضى لها ولا تنتصر لها ولا تنتقم لها * ثانيهما : غاية وكمال ، وهو أن يبذلها للمحبوب جملة ، بحيث لا يستبقي منها شيئا ، فهذا زهد المحب الصادق في نفسه قد خرج عنها وسلمها لربها ، فهو يبذلها له دائما بتعرض منه لقبولها | |
|
محمد فاتحى عـضـو مـشـارك
عدد المساهمات : 24 تاريخ التسجيل : 29/05/2008 العمر : 40
| موضوع: رد: الزهد الإثنين أكتوبر 06, 2008 7:04 pm | |
| ومن درره الشاملة والمختصرة : إن الزاهد يسهل عليه الزهد في الحرام لسوء مغبته وقبح ثمرته ، وحماية لدينه وصيانة لإيمانه ، وإيثارا للذة والنعيم على العذاب ، وأنفة من مشاركة الفساق والفجرة ، وحمية من أن يستأثر لعدوه ، ويسهل عليه الزهد في المكروهات وفضول المباحات علمه بما يفوته بإيثارها من اللذة والسرور الدائم والنعيم المقيم ، ويسهل عليه زهده في الدنيا معرفته بما ورائها ، وما يطلبه من العوض التام والمطلب الأعلى | |
|